ما هو العقم ومتى يجب أن نتحرك؟

٢٨ يوليو ٢٠٢٥ | ١٠:٢١ رقم الخبر : ٨٦٤٨٥ أهم الأخبار تدريبات عملية ومفيدة
لِعلاج العقم مساراتٌ مختلفة؛ تتراوح من حقن الحيوانات المنوية داخل الرحم، إلى الإخصاب المخبري (IVF)، وحقن الحيوانات المنوية في البويضة (ICSI)، واستخدام البويضات أو الأجنة المتبرع بها. في هذا المقال، تُعرض جميع طرق علاج العقم الشائعة بشكل مقارن، عملي، ومفهوم، لتمكين الأزواج من اختيار المسار المناسب لهم بكل وعي وهدوء.
ما هو العقم ومتى يجب أن نتحرك؟

أحياناً يسعى الأزواج بشغف كبير لإنجاب الأطفال، ولكن دون جدوى. قد يسبب هذا الأمر القلق، والإحباط، أو حتى الحيرة. في هذا المسار، معرفة "ما هو طبيعي؟"، "متى يجب زيارة الطبيب؟"، و"هل هناك مشكلة خطيرة أم لا؟" يمكن أن يكون مريحاً للغاية.


العقم يعني تأخر أو عدم القدرة على الحمل بعد فترة معينة من المحاولة المنتظمة دون استخدام وسائل منع الحمل. هذه المشكلة لا تقتصر على النساء فقط؛ فالعديد من الرجال قد يواجهون أيضاً مشاكل في الخصوبة. في بعض الأحيان يكون هناك سبب واضح، وفي أحيان أخرى تكون هناك حاجة إلى فحوصات متخصصة لتحديد العامل الذي يمنع الحمل.

 

في هذا المقال، سنقوم خطوة بخطوة بفحص:

  • ما هو التعريف الدقيق للعقم وما هي أنواعه؟
  • متى يجب أن نشعر بالقلق أو نراجع الطبيب؟
  • ما هو دور العمر، والتغذية، والتوتر، أو الأمراض في تقليل الخصوبة؟
  • الاختلافات الشائعة في العقم بين الرجال والنساء.
  • وهل هناك أمل؟

إجابات هذه الأسئلة ليست مجرد دليل علمي؛ بل يمكن أن تكون نوراً ساطعاً لاتخاذ القرارات الصحيحة، والحفاظ على الهدوء، والبدء في مسار العلاج في الوقت المناسب.


ما هو العقم؟ التعريف الدقيق وأنواعه

العقم هو أحد أكثر التحديات شيوعاً التي يواجهها بعض الأزواج في طريق الإنجاب. وفقاً لتعريف منظمة الصحة العالمية (WHO)، يُعرّف العقم بأنه الحالة التي لا ينجح فيها الزوجان في تحقيق الحمل بعد **12 شهراً من العلاقة الجنسية المنتظمة ودون استخدام وسائل منع الحمل**. بالنسبة للنساء فوق 35 عاماً، تقل هذه الفترة إلى **6 أشهر**، حيث يمكن أن يؤثر التقدم في العمر على انخفاض الخصوبة.

هل العقم يخص النساء فقط؟

لا. على عكس الاعتقادات الشائعة، قد يكون العقم سببه الرجل أو المرأة بالتساوي:

  • في حوالي **40% من الحالات**، تكون المشكلة من جانب الرجل (انخفاض عدد أو جودة الحيوانات المنوية، انسداد القنوات، دوالي الخصية، إلخ).
  • في حوالي **40% أخرى**، يكون السبب أنثوياً (اضطراب الإباضة، مشاكل الرحم أو الأنابيب، انخفاض احتياطي المبيض، إلخ).
  • وحوالي **20% من الحالات** تُصنف على أنها "عقم غير معروف السبب"، أي لا يتم العثور على أي عامل قابل للتشخيص.

متى يجب القلق بشأن العقم؟

إذا كانت المرأة تحت 35 عاماً ولم ينجح الحمل بعد أكثر من عام من المحاولة، أو إذا كانت فوق 35 عاماً ولم ينجح الحمل بعد أكثر من ستة أشهر، فإن مراجعة طبيب متخصص في أمراض النساء والعقم أو طبيب المسالك البولية (للرجل) ضرورية. كلما تم تشخيص السبب مبكراً، زادت فرص نجاح العلاج.

أنواع العقم: الأولي والثانوي

يُقسم العقم، بناءً على التاريخ الإنجابي، إلى فئتين رئيسيتين:

  • **العقم الأولي:** وهو الحالة التي لم يسبق للزوجين فيها تحقيق أي حمل. هذا النوع أكثر شيوعاً، وعادة ما يتم تحديد سببه في المراحل الأولية من الفحص.
  • **العقم الثانوي:** يُشار إليه بالحالة التي سبق للمرأة أو الزوجين فيها الحمل (حتى لو لم يؤدِ إلى ولادة)، ولكنهم الآن غير قادرين على الحمل مرة أخرى لأسباب مختلفة. قد تشمل أسباب هذا النوع: التقدم في العمر، انخفاض احتياطي البويضات، تلف الرحم، مضاعفات الولادة السابقة، أو مشاكل جديدة في خصوبة الرجل.

تصنيفات أخرى

  • العقم الأولي أو الثانوي لدى الرجال: على سبيل المثال، رجل سبق له الإنجاب ولكنه الآن يعاني من مشاكل في الحيوانات المنوية أو انسداد في القنوات.
  • العقم المشترك (الرجل والمرأة): عندما يعاني كلا الزوجين من مشاكل متزامنة (مثل انخفاض عدد الحيوانات المنوية + اضطراب في الإباضة).
  • العقم غير معروف السبب: عندما تكون جميع الفحوصات طبيعية ولكن الحمل لا يحدث؛ في هذه الظروف، غالباً ما تكون طرق علاج العقم مثل التلقيح الصناعي (IVF) فعالة.

هل العقم شائع؟

نعم. العقم مشكلة عالمية. وفقاً للإحصائيات، يواجه حوالي **10% إلى 15% من الأزواج** في سن الإنجاب نوعاً من أنواع العقم. وقد يصل هذا العدد إلى أكثر من 20% في بعض البلدان أو المناطق.

نقاط يجب معرفتها:
  • وجود العقم لا يعني فقدان الأمل؛ فالعديد من الأزواج يحملون بعد العلاج المناسب.
  • العقم لا يعني بالضرورة "العقم الدائم" أو "فقدان الأمل التام"، بل يعني وجود خلل غالباً ما يكون قابلاً للتشخيص والعلاج.
  • التشخيص الدقيق والمبكر هو مفتاح النجاح في علاج العقم.

الخلاصة: العقم هو حالة طبية معروفة، وليس وصمة اجتماعية. إذا كنت أنت أو شريكك تسعيان للإنجاب وتشعران بالقلق، فإن الوعي والتحرك في الوقت المناسب يمكن أن يفتح لكما طريقاً أوضح.


دور العمر، نمط الحياة، والأمراض في التسبب بالعقم

العقم لا يقتصر على عامل واحد؛ ففي كثير من الحالات، تتضافر عدة عوامل لتقليل الخصوبة. المحاور الرئيسية الثلاثة التي تلعب دوراً أساسياً في حدوث العقم هي: **عمر الزوجين، نمط الحياة، والأمراض أو الاضطرابات الكامنة**. إن فهم هذه العوامل يساعدنا على منع حدوث العقم أو جعل عملية العلاج أكثر فعالية.

1. دور العمر في الخصوبة

لدى النساء:

  • تبدأ خصوبة المرأة في التدهور تدريجياً بعد سن الثلاثين، وتنخفض بوتيرة أسرع بعد سن الخامسة والثلاثين.
  • في الأعمار فوق 38 إلى 40 عاماً، تزداد احتمالية انخفاض جودة البويضات والاضطرابات الكروموسومية بشكل ملحوظ.
  • ينخفض احتياطي المبيض (AMH) بمرور الوقت؛ مما يعني أن عدد البويضات القابلة للاستخدام يقل، حتى لو كانت الدورة الشهرية منتظمة.
  • تزداد أيضاً احتمالية الإجهاض والحمل خارج الرحم مع التقدم في العمر.

لدى الرجال:

  • على الرغم من أن الرجال يمكن أن يكونوا خصيبين حتى سن متقدمة، إلا أن جودة الحيوانات المنوية من حيث الحركة، والشكل الطبيعي، وقدرة الإخصاب تنخفض بعد سن الأربعين تقريباً.
  • يزيد تقدم عمر الأب قليلاً من احتمالية حدوث اضطرابات وراثية في الجنين.
  • قد يصبح إنتاج الحيوانات المنوية غير منتظم أو أقل بمرور الوقت، خاصة بالاقتران مع أمراض التمثيل الغذائي أو القلب.

2. تأثير نمط الحياة على العقم

يمكن للعادات والسلوكيات اليومية أن تؤثر بشكل مباشر أو غير مباشر على الصحة الإنجابية:

  • التدخين: يسبب التدخين لدى النساء انخفاضاً في احتياطي البويضات وزيادة في الإجهاض. لدى الرجال، يسبب انخفاضاً في عدد الحيوانات المنوية، وضعف حركتها، وتلف الحمض النووي (DNA).
  • الكحول والمخدرات: يقلل استهلاك المشروبات الكحولية أو المخدرات (مثل الحشيش، الكريستال ميث، أو الكوكايين) من خصوبة كلا الجنسين.
  • الوزن الزائد أو النحافة الشديدة: يمكن أن يؤدي ارتفاع أو انخفاض مؤشر كتلة الجسم (BMI) إلى اضطراب التوازن الهرموني، وتعطيل الدورة الشهرية، أو تقليل جودة الحيوانات المنوية.
  • قلة النشاط البدني: يؤثر عدم ممارسة النشاط البدني المنتظم سلباً على إفراز الأنسولين، والتوازن الهرموني، وصحة البويضة والحيوان المنوي.
  • الإجهاد المزمن: يمكن أن يعطل الإجهاد طويل الأمد الدورة الشهرية، ويقلل من إفراز الهرمونات الجنسية، أو حتى يؤثر على وظيفة الانتصاب لدى الرجال.
  • التغذية غير الصحية: نقص الفيتامينات، الزنك، حمض الفوليك، الحديد، والاستهلاك المرتفع للدهون المتحولة يمكن أن يقلل من الخصوبة.
  • الاستخدام المتكرر لأحواض الاستحمام الساخنة أو الساونا: تؤثر درجات الحرارة المرتفعة سلباً على إنتاج الحيوانات المنوية.
  • التعرض للمواد الكيميائية أو الإشعاع: مثل الطلاء، البنزين، المبيدات الحشرية، أو الإشعاعات الصناعية؛ مما قد يؤدي إلى اضطراب وظيفة المبيض أو الخصية.

3. الأمراض والاضطرابات الكامنة

لدى النساء:

  • متلازمة تكيس المبايض (PCOS): تسبب اضطراباً في الإباضة، وزيادة الأندروجينات، ودورة شهرية غير منتظمة، ومقاومة الأنسولين.
  • بطانة الرحم المهاجرة (Endometriosis): نمو أنسجة الرحم خارج الرحم، مما قد يؤدي إلى الالتصاقات، وآلام الحوض المزمنة، وانسداد الأنابيب.
  • مشاكل الرحم: مثل الأورام الليفية (الليفوم)، أو الأورام اللحمية في بطانة الرحم (polyp)، أو الرحم ثنائي القرن أو أحادي القرن، أو الالتصاقات داخل الرحم، أو التشوهات الخلقية.
  • اضطرابات الغدة الدرقية أو ارتفاع البرولاكتين: مما قد يعطل الإباضة أو يسبب خللاً هرمونياً.
  • التهابات وجراحات الحوض: التي تزيد من احتمالية انسداد قناة فالوب أو الالتصاقات الحوضية.

لدى الرجال:

  • دوالي الخصية (Varicocele): تمدد الأوردة في الخصية يؤثر على جودة وحركة الحيوانات المنوية.
  • تاريخ الخصية المعلقة (Cryptorchidism): إذا لم يتم علاجها مبكراً، تقلل من قدرة إنتاج الحيوانات المنوية.
  • التهابات مزمنة: مثل التهاب البربخ (Epididymitis) أو التهاب الخصية (Orchitis) التي قد تسبب انسداداً أو تلفاً.
  • الأمراض المزمنة: مثل السكري، ارتفاع ضغط الدم، السمنة الشديدة، أو أمراض المناعة الذاتية.
  • الاضطرابات الوراثية: مثل متلازمة كلاينفلتر أو Y Microdeletion التي تؤدي إلى إنتاج حيوانات منوية غير طبيعية أو ناقصة.
الخلاصة: العديد من عوامل العقم قابلة للتحكم أو التعديل.

الوعي، تغيير نمط الحياة، الرعاية الطبية في الوقت المناسب، والمراجعة المبكرة للمتخصصين في العقم، هي أفضل السبل لزيادة فرص الحمل. لا داعي للانتظار حتى تتفاقم المشكلة؛ ففي بعض الأحيان، حتى نصيحة بسيطة يمكن أن تغير معادلة الخصوبة.


العقم لدى النساء والرجال: الفروق والتشابهات

أحد أكثر المفاهيم الخاطئة شيوعاً حول العقم هو افتراض أنه مشكلة أنثوية بشكل أساسي. في حين أن الواقع العلمي مختلف تماماً: يمكن أن يكون العقم من جانب المرأة، أو الرجل، أو كليهما، وفي بعض الحالات لا يتم العثور على سبب واضح له. إن فهم الفروق والتشابهات بين العقم لدى النساء والرجال هو الخطوة الأولى نحو فهم أفضل لهذا المسار وتقليل الأحكام المسبقة.

نسبة حدوث العقم في كل جنس

  • في حوالي **30% إلى 40%** من حالات العقم تكون ذات منشأ أنثوي.
  • في حوالي **30% إلى 40%** أخرى يكون العامل الرئيسي فيها الرجل.
  • حوالي **20%** تعود لأسباب مختلطة أو غير معروفة.

العقم لدى النساء: الخصائص والأسباب الشائعة

  • اضطرابات الإباضة: مثل متلازمة تكيس المبايض (PCOS).
  • انخفاض احتياطي البويضات: خاصة مع التقدم في العمر.
  • انسداد قناتي فالوب: بسبب العدوى، الجراحة، أو بطانة الرحم المهاجرة (Endometriosis).
  • مشاكل الرحم: مثل الأورام الليفية (الليفوم)، أو الأورام اللحمية في بطانة الرحم (polyp)، أو الرحم ثنائي القرن أو أحادي القرن، أو الالتصاقات داخل الرحم، أو التشوهات الهيكلية.
  • اضطرابات هرمونية: مثل ارتفاع البرولاكتين أو مشاكل الغدة الدرقية.

العقم لدى الرجال: الخصائص والأسباب الشائعة

  • انخفاض عدد، حركة، أو شكل الحيوانات المنوية الطبيعي (نطاق الصفر (azoospermia)، قلة النطاف (oligospermia)، إلخ).
  • دوالي الخصية (Varicocele): تمدد الأوردة في الخصية الذي يؤثر على إنتاج الحيوانات المنوية.
  • انسداد قنوات الحيوانات المنوية: بسبب الجراحة، الالتهاب، أو التشوهات الخلقية.
  • اضطرابات هرمونية أو وراثية: مثل متلازمة كلاينفلتر أو نقص LH وFSH.
  • نمط الحياة: التدخين، الإجهاد، السمنة، التعرض للمواد الكيميائية أو الحرارة العالية.

أوجه التشابه بين العقم لدى الرجل والمرأة

  • في كلا الجنسين، يسبب **التقدم في العمر** انخفاضاً في القدرة الإنجابية.
  • يمكن أن يتأثر كلاهما بالأمراض المزمنة، أو تناول الأدوية، أو الظروف البيئية.
  • في كليهما، يؤثر نمط الحياة غير الصحي مثل قلة النشاط البدني، أو التدخين، أو التغذية السيئة، سلباً.
  • في كثير من الحالات، توجد حاجة إلى **فحوصات متزامنة** لكلا الزوجين؛ ففحص شخص واحد فقط لا يكفي.
نقطة مهمة: العقم ليس "مشكلة امرأة أو رجل"، بل هو قضية زوجية مشتركة يمكن دراستها وعلاجها بالتعاون، والتفاهم المتبادل، والمساعدة الطبية.

إن المراجعة في الوقت المناسب من قبل كلا الزوجين، وتقليل التوتر، واتباع خطة العلاج، تزيد من فرص النجاح بشكل ملحوظ.


هل العقم قابل للعلاج أم أنه مجرد حالة قابلة للإدارة؟

النقطة الأولى والمهمة التي يجب أن نعرفها هي أن **العقم حالة طبية، وليست طريقاً مسدوداً نهائياً.** مع تقدم العلم الطبي، وتقنيات المساعدة على الإنجاب، والأدوية المتخصصة، وزيادة الوعي، أصبح العقم اليوم في كثير من الحالات ليس فقط قابلاً للإدارة، بل قابلاً للعلاج أيضاً.

علاج العقم: يعتمد على السبب

يتم تحديد الحل العلاجي للعقم بناءً على العامل (أو العوامل) الرئيسية المسببة له. بعض المشاكل يمكن علاجها بسهولة وبمداخلات بسيطة، بينما يتطلب البعض الآخر تقنيات مساعدة على الإنجاب أكثر تعقيداً.

الحالات التي غالباً ما تكون قابلة للعلاج بشكل قاطع:

  • الاضطرابات الهرمونية: مثل الإباضة غير المنتظمة، ارتفاع البرولاكتين، قصور الغدة الدرقية.
  • دوالي الخصية لدى الرجال: قابلة للإصلاح بالجراحة العلاجية.
  • التهابات الحوض أو الجهاز التناسلي: تعالج بالمضادات الحيوية إذا تم تشخيصها مبكراً.
  • اللحميات أو الأورام الليفية الرحمية: قابلة للجراحة أو الإدارة بالأدوية.

الحالات التي تتطلب علاجات مساعدة على الإنجاب:

  • انخفاض احتياطي المبيض أو ارتفاع سن المرأة: يتطلب التلقيح الصناعي (IVF)، تجميد البويضات، أو بويضات متبرع بها.
  • انسداد قناتي فالوب: عادة ما يوصى بالتلقيح الصناعي (IVF) لأن مرور الحيوانات المنوية بشكل طبيعي غير ممكن.
  • الحيوانات المنوية الضعيفة أو العدد القليل لدى الرجل: يستخدم فيها حقن الحيوانات المنوية داخل السيتوبلازم (ICSI).
  • العقم غير معروف السبب: الذي يمكن علاجه أحياناً فقط عن طريق التلقيح الصناعي (IVF) أو التلقيح داخل الرحم (IUI).

دور إدارة العقم بجانب العلاج

في بعض الحالات التي لا يكون فيها العلاج النهائي ممكناً أو لأي سبب آخر، يصبح التركيز على **الإدارة الفعالة للعقم** مهماً. وهذا يشمل ما يلي:

  • تغيير نمط الحياة (خفض الوزن، التغذية السليمة، الإقلاع عن التدخين).
  • استخدام الأدوية لتنظيم الهرمونات.
  • التخطيط الدقيق لتوقيت العلاقة خلال فترة الإباضة.
  • التحكم في الأمراض المتزامنة مثل السكري، اضطرابات الغدة الدرقية، أو الاكتئاب.

ما هي نسبة نجاح علاج العقم؟

تعتمد فرص النجاح على عدة عوامل؛ منها:

  • عمر المرأة (العلاج لدى النساء تحت 35 عاماً يكون عادة أكثر نجاحاً).
  • سبب العقم وشدته.
  • الحالة الصحية العامة للمرأة والرجل.
  • عدد مرات العلاج والمتابعة المستمرة للتوصيات الطبية.

على سبيل المثال، قد تصل نسبة نجاح التلقيح الصناعي (IVF) لدى النساء تحت 35 عاماً إلى **40% إلى 50%** في كل دورة، بينما قد تنخفض هذه النسبة إلى أقل من 15% لدى النساء فوق 40 عاماً.

كم من الوقت يستغرق علاج العقم؟

على عكس بعض التصورات، لا يكون علاج العقم قصيراً دائماً. فبعض الأزواج يحصلون على النتائج بعد دورة أو دورتين من العلاج، بينما قد يحتاج آخرون إلى عدة أشهر أو حتى سنوات من العلاج المنتظم والصبر. المهم هو أن مسار العلاج يستمر **تحت إشراف طبيب متخصص وبناءً على الواقع السريري**، وليس بالاستعجال أو اليأس.

هل العلاج ينجح دائماً؟

لا. في بعض الحالات، وعلى الرغم من العلاجات المتقدمة، قد لا يكون الحمل الطبيعي أو بمساعدة الإنجاب ممكناً. في هذه الظروف، يمكن أن تكون خيارات مثل **البويضات المتبرع بها، الحيوانات المنوية المتبرع بها، الرحم البديل، أو تبني طفل** حلاً إنسانياً وناجحاً.

الخلاصة: العقم في كثير من الحالات قابل للعلاج أو الإدارة الفعالة، بشرط أن يتحرك الفرد أو الزوجان في الوقت المناسب، ويتابعا العلاج، ويأخذا التوجيهات المتخصصة على محمل الجد.

لا توجد حالتان متشابهتان، وبالتالي علاج العقم هو مسار مخصص وعلمي يمكن إتمامه بمرافقة الفريق الطبي. الأمل، العلم، والمتابعة - هي العناصر الرئيسية الثلاثة في مسار علاج العقم.

text to speech icon

تعليقكم :