كيف تؤدي السمنة والتدخين إلى العقم؟

وأوضحت جانبازي، المديرة الداخلية لمركز جهاد دانشگاهی لعلاج العقم في قم، أن الأزواج القادمين إلى المركز ينتظرون الإنجاب. وأضافت أن عوامل العقم تنقسم بين أنثوية وذكورية، ويُعزى حوالي 20% منها إلى أسباب ذكرية.

فيما يخص النساء، أشارت إلى أن العقم قد ينجم عن مشاكل في قناتي فالوب أو المبيضين أو غيرها، لكن أكثرها انتشارًا هو متلازمة تكيس المبايض (PCO) الناتجة عن السمنة وقلة النشاط البدني، خصوصًا بين نساء قم.

ونوّهت بأن عدم انتظام الدورة الشهرية يُعد إنذارًا مبكرًا للعقم، فنصحت الفتيات الشابات بمتابعة هذا الأمر مبكرًا قبل الزواج وعلاج اضطرابات الحيض لتجنب الخضوع لعلاجات طويلة الأمد.

أما لدى الرجال، فترجع غالبية حالات العقم إلى ضعف حركة الحيوانات المنوية المرتبط بشكل كبير بالتدخين، ولا تظهر علامات تحذيرية إلا عند محاولة الإنجاب أو إجراء الفحوصات.

وأكدت جانبازي أن كثيرًا من مشكلات العقم تُعالج بالأدوية، مثل اختلالات الغدة الدرقية التي قد لا يدركها المريض، فيما تتطلب الحالات المعقدة تدخلات طبية أو جراحية.

وأشارت إلى أن الضغط النفسي المرتبط بالعقم أكبر لدى من يحاولون الإنجاب لأول مرة مقارنة بمن يسعون للطفل الثاني أو غيره، وأن التوتر يؤثر تأثيرًا بالغًا رغم قلة الاهتمام به.

ولفتت إلى أن معظم مراكز علاج العقم تهمل الدعم النفسي، لكن مركز جهاد دانشگاهی أضاف قسمًا للاستشارات النفسية، لأن المتفائلين الهادئين والمتوكلين على الله يحققون نتائج أفضل من المتشائمين.

وعن تأثير كورونا على الإنجاب وصحة الجنين، قالت إن المعلومات لا تزال محدودة ولا توجد دراسات كافية تثبت ضرر الفيروس على الجنين، رغم ضرورة الفحص المسبق لدرجة الأكسجين ودرجة الحرارة وتحويل المشتبه بإصابته إلى طبيب الأمراض المعدية.

ونصحت الحوامل بتقليل الخروج من المنزل، وتعزيز المناعة باتباع نظام غذائي غني بالخضراوات والفواكه الموسمية وفيتامين C، وممارسة 30 دقيقة مشي يوميًا داخل المنزل، وشرب ثمانية أكواب ماء يوميًا.

وحذرت من اللجوء إلى الطب التقليدي والنباتي دون إشراف طبي، لما يسببه من ضياع الوقت. وشجعت أهالي قم على الاستفادة من خدمات مركز جهاد دانشگاهی بدلاً من السفر إلى طهران، مؤكدة أن كثيرًا من أطبائه يعملون أيضًا في طهران أو يأتون منها إلى قم.

وعن تشخيص العقم، بينت أن التعريف الطبي يقرر العقم بعد سنة كاملة من المحاولة دون حمل. فإذا ثبت العقم، يخضع الرجل لفحص السائل المنوي وتُوصف له الأدوية أو الجراحة أو الخزعة حسب الحاجة، وتخضع المرأة لفحوصات هرمونية وتصوير ملون للرحم وقنواته ومسحة عنق رحم للتأكد من سلامتها.

وبعد استكمال هذه الفحوص، يحدد فريق الأطباء الخطة العلاجية المناسبة، التي قد تتراوح بين دواء لتحفيز الإباضة إلى حقن الحيوانات المنوية أو زراعة الأجنة.

وختمت بأن تقنيات مساعدة الحمل لا تضر بصحة الجنين الجسدية أو العقلية أو الذهنية، وأن المخاطر الوراثية موجودة سواء في الحمل الطبيعي أو المساعد، وإلا فإن هذه الحملات آمنة ولا تختلف عن الحمل الطبيعي.