ما هي عملية تحديد جنس الجنين بشكل نهائي في قُم؟

في حديث له، أوضح ناصر كلهر، أخصائي الوراثة في مركز جهاد جامعة قم لعلاج العقم (رويا)، أن المشورة الوراثية تنقسم إلى أربع مراحل زمنية: قبل الزواج، وقبل الحمل، وأثناء الحمل، وبعد ولادة طفل يعاني من شذوذ خلقي.
عند مراجعة الأزواج للمركز، يُرسم في البداية السجل العائلي (الشجرة النَسَبيّة) بناءً على مجموعة من الأسئلة، وبناءً عليه يتم تقييم مخاطر الأمراض الإرثية، وتوصية الفحوصات اللازمة، وتقديم الشروحات التفصيلية.
وبيّن كلهر أنه في السابق كان يُلجأ للمشورة الوراثية فقط في حالات الزواج بين الأقارب، أما اليوم فوزارة الصحة توصي جميع الأزواج بالخضوع لها قبل الزواج. ومن أسباب الإحالة أيضاً وجود أمراض وراثية مثل الصمم أو الإعاقات الذهنية أو السرطان في الدرجة الأولى من الأقارب، أو تأخر الحمل لأكثر من سنة.
وأشار إلى أن الأمراض الوراثية تنقسم إلى نوعين: كروموسومية وجزيئية (جينية).
في الحالات المعرضة لعيوب كروموسومية، يتم تخصيب البويضة والحيوان المنوي في المختبر (التلقيح خارج الجسم)، ثم تُفحص الأجنة وراثياً. وبعد التأكد من سلامة الجنين وخلوه من الشذوذ، يُنقل إلى رحم الأم.
وأضاف أن الأمراض الجينية أحادية المورثة شائعة في الزيجات بين الأقارب، وللكشف عنها يُستخدم مسبار جزيئي (Probe) إذا كان متوفراً. أما عند عدم توفره، فيُجرى فحص Array CGH الأغلى ثمناً، والذي يحلل جميع الكروموسومات في اختبار واحد للكشف عن أي طفرة أو نقص.
ومن خدمات المركز الأخرى تحديد جنس الجنين بطريقة تشخيص جزيئي دقيقة تصل إمكانية الخطأ فيها إلى أقل من واحد في المئة. ولا يُجرى هذا الفحص للأطفال الأوائل للأزواج أو لمن لديهم أولاداً من الجنسين، تجنّباً لخلل التوازن السكاني.
ركّز كلهر على أن الإجراءات الوراثية بالمركز تهدف إلى الوقاية من ولادة أطفال ذوي شواذ قبل المخاض. وخلال الحمل يُوصى بإجراء فحوصات الدم، والسونار، وتصوير صدى قلب الجنين، واختبارات الفحص المتعددة، التي تكشف أكثر من 90٪ من عيوب الجنين الكبرى.
ولفت إلى أن تشخيص الأمراض الوراثية ذات البداية في سنّ البلوغ غير ممكن أثناء الحمل، لكن إذا تعرّف الأخصائي على الجين المعيب قبل الحمل، يمكن إجراء التشخيص ما قبل الولادة (PND) بأخذ عينة من السائل الأمنيوسي للتأكد من إصابة الجنين أم لا.
وأكد أنه على الرغم من أهمية المشورة الوراثية في حالات الزواج بين الأقارب أو أبناء القرية الواحدة، إلا أنها لا تقتصر عليها. وشدّد على خطأ الاعتقاد بأن حقنة واحدة كفيلة بمنع المشكلات الوراثية عند الأطفال، فليس هناك دواء في العالم يحقق ذلك.
وختم كلهر بأنّه لا يمكن لأي مركز أن يضمن ولادة طفل كامل الصحة تماماً، إذ قد تكون جينات الوالدين سليمة، لكن تتدخل إنزيمات طبيعية أثناء الإخصاب فتُحدث أحياناً اختلالات لا يمكن تجنّبها.

تعليقكم :