كيف تحوّل كابوس العقم لدى الرجال إلى حُلوَة حلم الأبوة؟

أب “أروز” الذي تمكن بعد سنواتٍ من خوض دورة علاجية لعقم الرجال من تجربة إحساس الأبوة، قال في مقابلةٍ: عندما تُذكر كلمة “العقم” يتوجه اهتمام الجميع نحو النساء، ويتحدثون دوماً عن صبر الرجال وعظمتهم، مع أنّ هناك نساءً صابرات كثيرات يكن لرفاقهن الذين يعانون العقم عوناً وسندًا.
لقد كنت مولعًا بالأطفال، أضاف أب “أروز”، فتحدّثت إلى زوجتي بعد فترة من الزواج عن رغبتي القوية في أن أختبر شعور الأبوة. في البداية رفضت، ثم بعد عامٍ وافقت وأبدت شغفًا بالأمر، ولكن مرّ عامٌ آخر دون أن نتمكن من الإنجاب.
كانت زوجتي قلقة باستمرار من أن نواجه مستقبلاً بلا أطفال، فاقترحت أن نستشير اختصاصيًا، وبعد إجراء الفحوصات المختلفة تبين لنا أنّ قلة حركة الحيوانات المنوية وقلتها كانا سبب عقمنا.
نظرة المجتمع القاسية دفعتنا – بموافقة زوجتي – لإخفاء سبب عقمنا عن المحيطين. خلال فترة العلاج كانت زوجتي تتحمّل أكثر الضغوط؛ فهي تصبر على لسانات الأقربين وتواكبني دومًا حتى لا أشعر بالخيبة أو الهزيمة.
بعد تناول الأدوية وزياراتنا لمركز جهاد الجامعة التخصصي لعلاج العقم في قم، جرّبنا تقنية حقن الحيوانات المنوية داخل الرحم (IUI)، ولحُسن الحظ نجحت المحاولة الثانية وهبنا الله “أروز”.
شدّد والد “أروز” على أنّ تحمّل العقم أصعب على الرجال مقارنة بالنساء، نظرًا لسوء نظرة المجتمع إليهم ولأعباء تكاليف العلاج الثقيلة التي يتحمّلونها.
بعد ولادة “أروز” وتخفيف الضغوط عن زوجته، قررا إخبار المحيطين بسبب العقم. قال: لو عدت بالزمن لما أخطأت في إخفائه، فقد شاهدتُ بنفسِي ما تحملته زوجتي خلال عامين دون أدنى تذمّر.
يعلّق والد “أروز” على أنّ الحديث يتركّز دائمًا حول مشاعر الأمومة وغرستها في المجتمع، متجاهلين كثيرًا المشاعر النقية والصادقة للآباء. حين كنت في قاعة انتظار المستشفى، كان قلبي يخفق كطائرٍ صغير، وعندما حملت طفلي بين ذراعي للمرة الأولى فهمت معنى الحب الخالص الحقيقي.

تعليقكم :