لم أصدق أنني حامل في ثلاث توائم

في لقاء صحفي، روت فاطمة كيف واجهت سنوات دون طفل، وكيف شكّلت دعم زوجها وأملها المستمر ركيزتين أساسيتين في رحلة علاجها، قبل أن تتحقق معجزة إنجابها ثلاثة أطفال دفعة واحدة.
أوضحت فاطمة أنها تزوجت في عام 1394 شمسي، وكأخصائية توليد ونسا كانت تدرك مشكلتها منذ البداية. كان زوجها داعمًا دومًا، وحثّها على مراجعة الطبيب مبكرًا لعلاج تكيس المبايض الذي يتطلب سرعة التدخل.
في بداية علاجها، لم تتوجه إلى مركز جهاد دانشگاهي قم بل خضعت لجلسة IUI في عيادة بطهران، فكانت النتيجة سلبية. وبعد صعوبة التنقل بين قم وطهران، لجأت إلى مركز جهاد دانشگاهي حيث بدأت العلاج من جديد. وصف لها الطبيب حقن IUI مجددًا، إلا أن التوتر العالي حال دون تحقيق نتيجة.
بحلول خرداد 1397 شمسي، طلبت من قسم التوليد بالمركز تحويلها إلى طبيب تقوم بمعاينتها في عيادته الخاصّة، فتابعت مع الطبيب إبراهيميمي لتجنّب الضغوط النفسية التي كانت تعانيها داخل أروقة المركز العامة.
تابعت فاطمة: «كانت المحافظة على الخصوصية أمرًا ضروريًا، فلم يُرغم المرضى على الوجود في صالة الانتظار المفتوحة، بل يدخلون الفرادى إلى غرفة الطبيب، ويُجرى أخذ العينات في مكان معزول بعيدًا عن الأنظار، مما خفف عني حدة التوتر.»
رأت أن الطاقم الطبي في المركز كان يبثّ في نفوسها الأمل رغم الثقل النفسي الذي يرافق كل زوجين يعانيان العُقم، الأمر الذي دعّم ثقتها بإتمام الخطوات المقبلة.
استعدّت فاطمة لعملية IVF، وبعد إجراء سحب البويضات (Puncture) وُجد أن سماكة جدارها مرتفعة وجودتها غير مثالية، فأشار الأطباء إلى احتمال عدم صلاحية الأجنة للزراعة. ولكن عند تخصيب البويضات بالحيوانات المنوية تشكلت أجنة ذات جودة عالية فاصطفوا ثلاثة منها للنقل العاجل.
أكدت أن السبب الرئيس للعُقم كان غير ذلك، لكن متلازمة تكيس المبايض (PCO) أسهمت في تفاقم المشكلة.
بعد الإجراء نصحها الطبيب بالراحة التامة، وكان زوجها سندها الحقيقي في تلك الفترة. وخلال أيام قليلة أجرت فاطمة اختبار الحمل المنزلي فظهرت النتيجة إيجابية، لكنها شكّت في الأمر ظنًا منها أن الأدوية قد أثرت على النتيجة. أما زوجها ففرح كثيرًا وأعاد إليها الأمل.
رغم ظهور نزيف طفيف قبل اختبار بيتا HCG، جاءت النتيجة إيجابية، ولكنها ظلت قلقة من فقدان الأجنة. وعند أول سونار ظهر كيس حمل واحد، إلا أن الفحوص في الأسبوع السابع أظهرت ثلاثة أكياس حمل، فانهمرت دموعها فرحًا بينما لم يكن زوجها يعرف معنى «أكياس الحمل» فطمأنها مرحّبًا بسعادتها.
أوضحت أنها لا تمانع أن يعلم الآخرون بطريق علاجها اليوم، فوالداها على علم بكافة تفاصيل رحلة العلاج، أما والدا زوجها فلا يعرفان شيئًا حتى الآن.
فسّرت سرّ تحفظها السابق بأن الناس كانوا يلقون عليها التوصيات الغذائية والطبية، وأنهم عندما يرونها تحمل طفلًا يحدقون فيها بإشفاق، وكأنها تتباكى على فقدانها.
ووصفت دعم زوجها بأنه الدافع الأساسي في مواصلة العلاج، مشددةً على وجوب تفهم الأسرة لمشكلات العُقم والتعامل بلُطف مع الزوجين كي لا يعوقهم نظرة المجتمع القاسية.
أنجبت توائمها في الأسبوع 34 من الحمل وسط قلقٍ مستمر من فقدانهم، وزادت 19 كيلوغرامًا لدرجة أن التنفّس في الأشهر الأخيرة أصبح متعبًا.
عبرت فاطمة عن إيمانها بأن التدخّل الطبي لعلاج العُقم عمل محمود، فهو مساعدةٌ من الله للإنسان، كما ترى أن تحديد الجنس تدخلٌ مشروع بشرطه إرادة الله.
ردّت على الشائعات بأن أطفال التلقيح الصناعي أضعف من غيرهم، بأن أبنائها يتمتعون بصحة وعافية، قائلةً إن هذا يستحق دراسات علمية، لكن من جانبها لم تلاحظ أي فرق في النمو الجسدي أو العقلي.
كشفت فاطمة أنها كانت تتمناها ثلاث توائم قبل الزواج، وأنها لم تندم يومًا على محبتها الشديدة لهم واحتياجهم إلى رعاية مكثفة وأصحاب لعب.
اعتبرت أن الطفل يحتاج إلى أخ أو أخت ليتشارك اللعب والتعلم، وأن من يعيشون في بيئة أخوية يجدون أفضلية اجتماعية في بناء شخصياتهم.
وصفت شخصيات أولادها الثلاثة بأنهما مختلفان؛ مسيحا أذكرهم بأنه الألعب، مهراد القائد بينهم، ومهدييار الأكثر براءةً واتزانًا.
قالت إنها كانت تفضّل أن يكون بينهم فتاة، ولو علمت بأن الثلاثة سيأتون للبقاء لاحتمت بعملية اختيار الجنس (PGD)، وربما تُعيد تجميد أجنة مستقبلية لتكوين أسرة أكثر تنوعًا.
وأوضحت أنها لا تمانع نشر اسمها أو الظهور في مقابلة مصوّرة، لأن هدفها نشر الأمل بين النساء المصابات بالعُقم، وتشجيعهن على البدء المبكر بالعلاج والمتابعة الدؤوبة والدعاء.
ختمت بالقول إن الوقت عنصر حاسم في علاج العُقم، وأنه حتى مع ضيق الحال يجب الاستثمار في العلاج في أسرع فرصة ممكنة لتحقيق حلم الأمومة.

تعليقكم :