سبع سنوات من العُقم انتهت في جهاد دانشگاهي قم

ف.ش. روَت مسيرتها العلاجيّة قائلةً: «في عام 1388، بعد مرور عامٍ على زواجي، اكتشفتُ أنّي أعاني من العُقم. كان زوجي يفضل تأجيل الإنجاب لعامين، وبعد عامين في 1390 راجعنا عدداً من اختصاصيي النساء والولادة في قم دون نتيجة. ثم تابعنا علاجنا في 1393 في عيادات خاصة ونصف خاصة بطهران، ولكن في 1395، بعد أن سئمنا من المعاملة غير اللائقة وكثرة المصاريف، سجّلنا ملفّاً في مركز جهاد دانشگاهي لعلاج العُقم في قم، وفي 1396 احتضنا طفلنا الأول.»
وأضافت ف.ش. أنها حين بدأت رحلة العلاج لم تكن على دراية بمشكلتها الحقيقية، وكانت تستسلم لليأس، حتى جاءتها الكلمات المشجّعة من شقيقتها الكبرى التي عاشرت ثلاثين عاماً من العقم: «قالت لي: عليك أن ترتدي حذاءً فولاذياً ولا تستسلمي كي لا تبقي وحدك كما أنا بلا أطفال ثلاثين عاماً.»
تابعت السيدة: «اكتشف الأطباء أنّ بويضاتي لا تُنتج بويضاتٍ صالحة، فعرضتُ إخراج بويضاتٍ من أختي الكبرى، ولكن الممرضات أخبرنني أنّ اللوائح تمنع أخذ بويضات من الأقارب من الدرجة الأولى. لم أكن أعلم هذا، لكن اتضح أنّه إجراء علاجٍ مطلوب.»
وواصلت: «عندما كنتُ في طهران، قيل لي إنّ بإمكاني استخدام بويضات شقيقتي، لكن لم يُكوَّن قلب لدى الأجنة. هذا خطأ جسيم، ومؤسفٌ أن بعض المراكز تكلف الناس مبالغ إضافية دون فائدة.»
سردت: «أحضرتُ سيدةً أخرى (رويا) للتبرّع ببويضاتها، وبعد الفحوص قلنا إنّ قصور الغدة الدرقية قد يؤثر على جودة بويضاتها. ثم تعرّفنا هنا على متبرعةٍ أمينة، وبعد سبع سنوات من العُقم اقتبسنا بويضاتها ونجحت أول محاولة نقل فأصبحتُ حاملاً، واليوم لدي ابنةٌ جميلة.»
ارتدتُ حذائي الفولاذي مجدداً
أوضحت ف.ش. أن سبب زيارتها الثانية للمركز هو رغبتها في الإنجاب مجدداً. وقالت: «يبدو أن مشكلاتِي ازدادَت، لكنّي متيقنة من النجاح. لقد ارتديتُ حذائي الفولاذي مرةً أخرى.»
ثمّ أضافت أنّ اللوائح تمنعها من استقبال بويضاتٍ متبرع بها للمرة الثانية، لذلك لديها ثلاثة أجنة مقيدة بالتبريد من أواخر 1395، وهي الآن تنتظر فرصة نقلٍ واحدة فقط.
وأشارت إلى أنّها وزوجها لا يمانعان في جنس الجنين، فبعد أن ذاقا مرارة العُقم، فإن نظرتهما الحلوة إلى طفلٍ سليمٍ أهمّ من أي شيءٍ آخر.
وخاطبت مرتادي المركز قائلةً: «أنصح كل من يواجه عُقماً ألّا يفقد الأمل. هنا ينال المراجع نتيجته في النهاية. قد يكون العلاج صعباً، لكن الصبر يجلب ثماره، فابتسامة طفلٍ صحيّ تغني عن كل المعاناة.»
ثم أوضحت: «لا أريد أن يُنشر اسمي، فلا أحد يعرف بأخذ بويضاتٍ متبرع بها غير شقيقتَيّ وأمي وزوجي. ربما لم يحظ الموضوع بنفس الأهميّة لولا ادّعائي أنّي حُملتُ ببويضاتي الخاصة، لأن نيتي لم تُفقد ثقة العائلة.»
وعن السرّية قالت: «ذات مرة حكيت قصتي لشخصٍ غريب فسألني: ‘هل ولدت الطفلة شبيهةٌ بمتبرعة البويضة؟’ هذا السؤال جرّحني، وقررت ألّا أكشف عن طريقتي العلاجية أبداً.»
واعتبرت ف.ش. أنّ سلوك بعض الناس مع النساء العاقرات عنفٌ مضرٌ بحقوقهن، وأنّ النساء يُؤذين أحياناً بأسئلة أقرب إلى الاستجواب. وقالت: «لا يهم إن كانت المشكلة من الرجل أم المرأة، فالكل يوجّه اللوم إلى السيدة. النساء في العائلة يكنّ لي الدعوة لطهي الأَش near’s soup ليقتفنّ معلوماتي عن العقم، فأعرضتُ عن المشاركة في مثل تلك اللقاءات.»

تعليقكم :