علاج جديد ومبشّر لمرض الانتباذ البطاني الرحمي

وفي شرحها للمرض، أوضحت الدكتورة آذر شيخ الإسلامي أن الانتباذ البطاني الرحمي هو مرض حميد مرتبط بالهرمونات، يتمثل بوجود نسيج بطانة الرحم في أعضاء خارج الرحم مثل المبيضين، الصفاق، والفراغ بين المستقيم والمهبل (الركتو فاجينال).
وأضافت أن معظم المصابات بهذا المرض هنّ من النساء في سن الإنجاب، ويعانين من أعراض متنوعة تشمل ألم مزمن في الحوض، آلام شديدة خلال الدورة الشهرية والجماع، والعقم، مما يؤثر سلباً على جودة الحياة بشكل كبير.
وبيّنت أن تشخيص المرض يتم غالباً عبر الكشف عن وجود غدد ونسيج بطانة الرحم في أماكن خارج الرحم، وخصوصاً المبيضين. وعلى الرغم من أن الآلية الدقيقة للمرض لم تُحدَّد حتى الآن، فإن أكثر الفرضيات المقبولة تشير إلى ارتداد دم الدورة الشهرية إلى جوف الحوض واستقرار خلاياه في مناطق غير طبيعية.
ونظراً لقيود العلاجات الحالية مثل العلاج الهرموني والجراحي، وعودة المرض بعد انتهاء العلاج، شددت على الحاجة الملحة لتطوير طرق جديدة فعالة في الوقاية أو العلاج.
وقالت عضو الهيئة الأكاديمية في جهاد دانشگاهي بمحافظة قم إن الدراسات أظهرت أن دم الحيض يحتوي على خلايا جذعية تُعرف باسم خلايا بطانة الرحم الجذعية (EnSCs)، وهي خلايا ذات قدرة عالية على التكاثر والتمايز، وتتميّز عند المصابات بالانتباذ البطاني الرحمي بخصائص مختلفة وظيفياً وكيميائياً عن النساء السليمات، حيث تُظهر نمطاً عدوانياً أكثر وقدرة أكبر على الانقسام.
وأضافت أن الجهاز المناعي ينشط في هذا المرض، مما يؤدي إلى تغييرات في هذه الخلايا الجذعية، وتحديداً تلك المُستخرجة من دم الدورة الشهرية (MenSCs). وقد أظهرت الدراسات أن هذه الخلايا لدى المصابات تختلف وراثياً عن celles لدى السليمات، وهو ما يُسهم في فهم آلية المرض وفتح آفاق علاجية جديدة.
وأشارت إلى أن هناك اختلافاً في التعبير الجيني بين المصابات والسليمات، خاصة في الجينات المرتبطة بالالتهاب والخصائص الجذعية، وأكدت أن استخدام الخلايا الجذعية ومشتقاتها أصبح واسع الانتشار في علاج العديد من الأمراض.
ومن بين المشتقات التي لا تحتوي على خلايا وتخلو من مشاكل زرع أو أخلاقية، ما يُعرف بـ "الوسط الشرطي" الناتج عن الخلايا الجذعية الميزنشيمية، والذي يحتوي على بروتينات وعوامل محفزة تُفرز خلال عملية الأيض ويمكنه نقل آثار العلاج دون الحاجة لاستخدام الخلايا نفسها.
وأوضحت مديرة مجموعة الأبحاث أن هدف الدراسة هو استخدام الوسط الشرطي لتعديل التعبير الجيني في الخلايا المشتقة من نساء مصابات بالانتباذ البطاني الرحمي، خاصة تلك الجينات الالتهابية والجينات المرتبطة بقدرة الخلية على التمايز.
وفي نهاية حديثها، قالت إن الدراسة أظهرت فروقات واضحة في شكل الخلايا، وتعبير المستقبلات، والتعبير الجيني بعد علاج الخلايا المريضة بالوسط الشرطي المستخرج من خلايا بطانة رحم سليمة، ما أدى إلى تغييرات إيجابية نحو نمط يشبه الخلايا السليمة.
وشددت على أن فريق البحث لا يزال يعمل على استكمال هذا المشروع، أملاً في أن يُسهم في فتح آفاق علاجية مشعة للمرضى والمجتمع الطبي في مستقبل قريب بإذن الله.

تعليقكم :