علاج PRP داخل الرحم: فرصة جديدة بعد فشل متكرر في علاج العقم

وصرحت الدكتورة آذر شيخ الإسلامي أن حوالي 20٪ من الأزواج حول العالم يعانون من العقم، وهو ما يمكن أن يؤدي للأسف إلى مشكلات نفسية وجسدية وعاطفية، ويترك آثارًا ضارة على البنية الاجتماعية للأسرة. وأشارت إلى أن ارتفاع سن الزواج وتغيّر نمط الحياة، بما في ذلك زيادة التعرض للسموم البيئية، قد ساهم في رفع معدلات العقم.
وأضافت أنه خلال السنوات الأخيرة، طُرحت عدة طرق لعلاج العقم، وعلى الرغم من تنوع تقنيات المساعدة على الإنجاب (ART)، إلا أن العديد من محاولات زرع الأجنة لا تزال تفشل.
وأوضحت أن في لحظة قبول بطانة الرحم للجنين، تُفرز جزيئات مثل السيتوكينات، وعوامل النمو، والبروستاجلاندينات، وجزيئات الارتباط المختلفة. ومن أهم عوامل انغراس الجنين هو توفر ظروف مناسبة في بطانة الرحم. ويُعرف أحد المشاكل الشائعة في هذا السياق باسم "الفشل المتكرر في الانغراس" (RIF)، والذي يعني عدم حدوث حمل بعد ثلاث دورات متتالية من نقل الجنين.
وأضافت عضو الهيئة الأكاديمية في جهاد دانشگاهي بمحافظة قم أن البلازما الغنية بالصفائح (PRP) تُستخدم بشكل واسع في العديد من المجالات الطبية مثل جراحة العظام، وترميم الجروح، وطب العيون، وطب الأسنان. وقد سُجّلت أول دراسة لاستخدام PRP لعلاج بطانة الرحم الرقيقة عام 2015، وتلتها دراسات أثبتت فاعلية هذا العلاج.
وأكدت آذر شيخ الإسلامي أن PRP يُساهم في زيادة سماكة بطانة الرحم وتحسين نتائج الحمل. وقد أظهرت التقارير الحديثة أن علاج PRP يحسّن انغراس الجنين في الرحم، ويزيد من نسب الحمل والولادات الحية لدى المريضات اللواتي يعانين من بطانة رحم رقيقة أو فشل انغراس متكرر.
وأوضحت أن هذه التقنية العلاجية تتطلب سحب الدم وتحضير PRP قبل نقل الجنين بـ 48 إلى 72 ساعة، ثم يتم الحقن داخل الرحم مباشرة بعد تجهيز العينة من قبل طبيب النساء المختص. ويُجمع الدم من المريضة نفسها، ويُعالَج في المختبر ليصبح غنيًا بالصفائح بنسبة 4 إلى 5 مرات أكثر من الدم الطبيعي، كما أن السيتوكينات وعوامل النمو فيه تكون أكثر نشاطًا.
وأضاف مدير مجموعة أبحاث الخلايا الجذعية الميزنشيمية في جهاد دانشگاهي بمحافظة قم أن العلاج بدأ عام 2016 في قسم الخلايا الجذعية الميزنشيمية، وحقق نسبة نجاح تصل إلى 30% لدى مرضى RIF، فيما لا تزال الدراسات جارية.
وأكد أن هذه التقنية، كونها تعتمد على منتج بيولوجي مشتق من دم المريضة نفسها، تُعتبر سهلة الوصول وآمنة، وخالية من أي إشكاليات أخلاقية أو علمية.

تعليقكم :